توصلت دراسة حديثة إلى أن استجابة الجسم لفيتامين د تختلف مع اختلاف وزن الشخص، لكن كيف؟
وأجرى الدراسة باحثون من مستشفى بريغهام والنساء Brigham and Women’s Hospital في بريطانيا، ونشرت في مجلة جاما نيتورك أوبن JAMA Netw Open، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
ووجد الباحثون أنه كلما ارتفع مؤشر كتلة الجسم، قلت استجابة الجسم لمكملات فيتامين د، مما قد يفسر بعض الاختلافات الملحوظة في فعالية مكملات فيتامين د حسب حالة السمنة لدى الشخص.
فيتامين د
فيتامين د هو عنصر غذائي أساسي يشارك في العديد من العمليات البيولوجية، وأبرزها مساعدة أجسامنا على امتصاص المعادن، مثل الكالسيوم والمغنيسيوم.
في حين أن بعض فيتامين د الذي نحتاجه يصنع في الجسم من أشعة الشمس، غالبا ما يتم علاج نقص فيتامين د بالمكملات، تشير الدلائل المستمدة من الدراسات المختبرية والبحوث الوبائية والأبحاث السريرية أيضا إلى أن فيتامين د قد يلعب دورا في حدوث وتطور السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وقال المؤلف الأول للدراسة ديردري كيه توبياس، عالم الأوبئة المشارك في قسم بريغهام للطب الوقائي: "يبدو أن هناك شيئا مختلفا يحدث مع استقلاب فيتامين د في أوزان الجسم الأعلى، وقد تساعد هذه الدراسة في تفسير النتائج المتناقصة للمكملات للأفراد الذين يعانون من ارتفاع مؤشر كتلة الجسم".
وشملت الدراسة 16 ألفا و515 مشاركا في الولايات المتحدة، وتضمنت رجالا تزيد أعمارهم على 50 عاما ونساء فوق سن الـ55.
مكملات فيتامين د
وجد الباحثون أن مكملات فيتامين د تزيد من معظم المؤشرات الحيوية المرتبطة بعملية التمثيل الغذائي لفيتامين د لدى الأشخاص، بغض النظر عن وزنهم. ومع ذلك، كانت هذه الزيادات أقل بكثير في الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مؤشر كتلة الجسم.
وقال توبياس: "لقد لاحظنا اختلافات لافتة للنظر بعد عامين، مما يشير إلى ضعف الاستجابة لمكملات فيتامين د مع ارتفاع مؤشر كتلة الجسم".
وقال المؤلف المشارك جوان إي مانسون "تلقي هذه الدراسة الضوء على سبب رؤيتنا انخفاضا بنسبة 30% أو 40% في وفيات السرطان، وأمراض المناعة الذاتية، والنتائج الأخرى مع مكملات فيتامين د بين أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة جسم أقل ولكن أقل فائدة في أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة جسم أعلى، مما يشير إلى أنه قد يكون من الممكن تحقيق فوائد مع جرعات أكثر تخصيصا لفيتامين د".
ودعا المؤلفون للبحث لمواصلة استكشاف الفوائد المحتملة لمكملات فيتامين د للوقاية من السرطان والأمراض الأخرى وأخذ مؤشر كتلة الجسم في الاعتبار عند تقييم الآثار الصحية للمكملات.
ما مؤشر كتلة الجسم؟
مؤشر كتلة الجسم هو رقم يتم حسابه باستخدام طول الشخص ووزنه، وهو مؤشر موثوق به في معظم الحالات لتقييم الوزن الزائد أو نقص الوزن لدى معظم الأشخاص.
ولا يقيس معامل كتلة الجسم مقدار الدهون في الجسم أو نسبتها، لكن الباحثين وجدوا أنه يرتبط بنسبة الشحوم في الجسم عادة، وبالتالي فهو يعد مؤشرا على كمية الدهون لدى الشخص، كما أنه وسيلة لتقييم المخاطر الصحية باستخدام وزن الشخص وطوله.
كيف تحسب مؤشر كتلة الجسم؟
يتم حساب مؤشر كتلة الجسم (BMI) -ويعرف أيضا باسم معامل كتلة الجسم- عبر قسمة وزن الشخص بالكيلوغرام على مربع طوله بالمتر، فمثلا إذا كان طول الشخص 170 سنتيمترا ووزنه 75 كيلوغراما، فيتم تحويل 170 سنتيمتر إلى وحدة المتر فيصبح 1.7، ثم يقسم الوزن على مربعه:
75/ 2(1.7) وتكون النتيجة في هذه الحالة 25.95.
كيف تقرأ النتائج؟
بالنسبة للأشخاص الذين بلغوا من العمر 20 عاما أو أكثر يتم تقييم مؤشر كتلة الجسم عبر التالي:
- أقل من 18.5: الشخص يعاني من نقص في الوزن، مما قد يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة لديه وزيادة مخاطر إصابته بترقق العظام. كما أن نقص الوزن قد يرتبط بمعاناة الشخص من أحد اضطرابات الطعام.
- 18.5 وحتى 24.9: الوزن طبيعي، مما يعني أنه لا توجد مخاطر صحية مرتبطة بالوزن على صحة الشخص، مع تأكيد أن هذا لا يعني عدم وجود مخاطر صحية مرتبطة بأمور أخرى.
- 25 وحتى 29.9: الشخص يعاني من زيادة في الوزن.
- 30 فأكثر: الشخص مصاب بالبدانة.