الاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية قد يزيد من خطر الإصابة بالتهاب الأمعاء مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي
يتهافت الكثيرون على المضادات الحيوية كلما شعروا أنهم بحاجة إليها والتي هي عبارة عن أدوية تستعمل للوقاية من عدوى الالتهابات البكتيرية وعلاجها، لكنهم يغفلون المثل القائل "إذا زاد الشيء عن حده، انقلب إلى ضده"، حيث أكد باحثون في كلية طب جامعة نيويورك، بالولايات المتحدة الأميركية، أن الاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية قد يزيد من خطر الإصابة بالتهاب الأمعاء مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، لا سيما بين البالغين الذين تخطوا الأربعين عاما.
ولفت الباحثون إلى أنّ الخطر يبدو "تراكميا" بعد عام إلى عامين من الاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية التي تستهدف علاج أمراض المعدة في المقام الأول بين هذه الفئة العمرية، وتشير الدلائل المتزايدة إلى أن العوامل البيئية ربما يكون لها دور في تطور مرض التهاب الأمعاء.
وأشاروا إلى أنّ أحد العوامل المرتبطة بمخاطر مرض التهاب الأمعاء لدى الشباب تتمثل في استخدام المضادات الحيوية، لكن ليس من الواضح ما إذا كان هذا الارتباط قد ينطبق أيضا على كبار السن.
ووجد الفريق أن استخدام المضادات الحيوية مرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض التهاب الأمعاء بغض النظر عن العمر، لكن التقدم في السن مرتبط بدرجات طورة أعلى، فالأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و40 عاماً أكثر عرضة بنسبة 28% للإصابة بمرض التهاب الأمعاء، مقارنة بنسبة 48% في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاماً.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن البكتيريا وليس الإنسان أو الحيوان، تبدي مقاومة للمضادات الحيوية وقد تسبّب للإنسان والحيوان عدوى التهابات يكون علاجها أصعب من تلك التي تسببها نظيرتها غير المقاومة للمضادات.
وتؤدي مقاومة المضادات الحيوية إلى ارتفاع التكاليف الطبية وتمديد فترة الرقود في المستشفى وزيادة معدل الوفيات.
وتمس حاجة العالم إلى تغيير طريقة وصف المضادات الحيوية واستعمالها، وحتى في حال استحداث أدوية جديدة فإن مقاومة المضادات الحيوية ستظل تمثل تهديداً كبيراً ما لم تغيّر سلوكيات استعمال تلك الأدوية، وهو تغيير يجب أن ينطوي أيضاً على اتخاذ إجراءات تحدّ من انتشار عدوى الالتهابات بفضل التطعيم وغسل اليدين وممارسة الجنس على نحو آمن والاعتناء جيداً بنظافة الأغذية.
Tags:
صحة