وعلى الرغم من الشهرة العالمية فإن القرية تواجه شبح الإفلاس منذ نهاية العام 2019، فقد أغلقت 5 مصانع للمواد الكيميائية والنسيج بسبب تفاقم نفاياتها، وقدرت قيمة الخسائر بـ23.5 مليون دولار أميركي، إلى جانب 55 مليون دولار أميركي أُنفقت في إجراءات بيئية.
وفي فبراير/شباط 2021، بدأت وسائل الإعلام المحلية بالإبلاغ عن التراجع المحتمل للقرية التي تأثرت بالوضع الاقتصادي العالمي. إذ ذكر البعض أن مجموعة "هواكسي" خسرت أكثر من 60 مليون دولار، ما أدى إلى تقلص الأرباح من 30% إلى 0.5%، واختفت من قائمة أفضل 500 شركة في البلاد.
الموقع
تقع "هواكسي" شرق مدينة "جيانجين" في مقاطعة "جيانغسو" في الصين، وتبعد حوالي 300 كيلومتر شمال غرب العاصمة الاقتصادية "شنغهاي".
المساحة والسكان
كانت القرية كوخا زراعيا وسط حقول الأرز، يتم الوصول إليها عبر طرق غير معبدة، وتشغل مساحة 0.96 كيلومتر مربع، وبها ما يقارب 600 فدان من الأراضي الصالحة للزراعة، مع تعداد سكاني يقارب 1500 نسمة.
ومثل مئات القرى المنكوبة بالفقر في جميع أنحاء البلاد، كان الفرد فيها يجني سنويا أقل من 2.56 دولار أميركي في خمسينيات القرن الماضي، علما أن عدد الأسر فيها لم يتجاوز 85 أسرة، مع 302 من القرويين المسجلين جميعهم تحت خط الفقر، لكن حتى نهاية عام 2022، لم يتبق بالقرية تحت خط الفقر سوى 8 أسر و19 قرويا.
ومنذ العام 2001، أدمجت "هواكسي" مع 20 قرية مجاورة، فتضاعف عدد سكانها من ألفي شخص مقيم، إلى 35 ألف شخص فتغير اسمها إلى "هواكسي المركزية"، واستوعبت القرية أكثر من 3 آلاف عامل مهاجر من القرى المحيطة حتى العام 2022.
النشأة والتأسيس
عندما تأسست "هواكسي" عام 1961، قادها "وو رينباو"، الذي كان أمينا عاما محليا للحزب الشيوعي، فاستصلح الأراضي في السبعينيات من القرن الماضي، ثم أنشأ المصانع في الثمانينيات، وحوّل القرية إلى "عملاق تجاري" في التسعينيات، وقادها إلى الازدهار الاقتصادي في القرن الـ21.
التزمت "هواكسي" مبدأ الاعتماد على الاقتصاد الجماعي والعمل من أجل الرخاء المشترك، حتى تلقت مؤخرا اعترافا على مستوى البلاد، حيث تعد نموذجا للتنمية الريفية في الصين، لكنها لم تُمنح رسميا وضع المدينة.
كان عام 1969 تحديدا، هو نقطة بداية ازدهار هواكسي، عندما تغلب "رينباو" على معارضي إنشاء مصنع للنسيج تحت ملكية القرية، حيث تنقل وقتها بين بيوت القرويين من أجل إقناعهم بأهمية المشاركة في تمويل المصنع، بعد عدم تمكنه من الحصول على قرض مصرفي.
قال "رينباو" إنه لم يواجه صعوبة في إقناع المزارعين بالتخلي عن أرضهم، ففي ذلك الوقت كان المصنع الأول ينتج لصالح القرويين أكثر مما تنتجه حقولهم، حيث اجتذبت فكرة التحول إلى الصناعة الجميع حتى المزارعين ذوي التفكير التقليدي.
كان "رينباو" قد تبنى إستراتيجية عرفت بـ"الطاعة الخارجية والاستقلال السري"، فحين أدرك أن الزراعة التقليدية لن تخرج شعبه أبدا من الفقر، تجاهل السياسة الحكومية الرسمية، وأنشأ المصنع سريا مع بعض القرويين، وهو أمر كان يُعاقب عليه بالإعدام وقتها.
وكان المصنع (الذي بدأ في إنتاج وتوزيع البضائع) قد بني بلا نوافذ، وكلما جاء المسؤولون الحكوميون، يهرب العمال إلى الحقول ويتظاهرون بأنهم فلاحون، وفي العام الأول حقق أرباحا تجاوزت 6 آلاف دولار، وفي فترة وجيزة تضاعفت الأرباح 4 مرات.
ومنذ العام 1978، أشرف "رينباو" على تطوير نموذج استثماري، قائم على إعادة استثمار الأرباح وتوزيع الأسهم على جميع سكان القرية، حيث كان يذهب عُشر المكافأة السنوية إلى الفرد، وتبقى الأعشار الأخرى في المجموعة كمخزون يعاد استثماره في مشاريع أخرى على أساس إلزامي.
وأصبح 97% من القرويين عمالا في القطاعات الصناعية والتجارية، بينما انخفض الإنتاج الزراعي من 23% عام 1957 إلى 0.3 عام 1989، وزاد الناتج الصناعي من 50.4% عام 1975 إلى 99.1% عام 1989.
وعلى الرغم من أن 7 أشخاص فقط (أي 0.8% من إجمالي القوة العاملة) كانوا يعملون في الزراعة التقليدية، إلا أن إنتاج الحبوب تجاوز 500 طن لمدة 9 سنوات، حيث كان كل المزارعين ينخرطون خلال موسم الحصاد.
وفي زمن التصنيع الريفي، أعلنت القرية أن أكثر من 600 فدان من حقول الحبوب منطقة زراعية واقية لا يمكن استخدامها لأي غرض غير زراعي، وبالإضافة إلى ذلك كان 18 قرويا (أي 2% من القوى العاملة) يعملون في الإنتاج الجانبي بأربع مجموعات، تخصصت في زراعة الخضراوات وتربية الأسماك وتربية الحيوانات وتربية الدواجن.
ومن مصنع صغير أسسته مجموعة من القرويين، نشأت مجموعة صناعية تضم حتى عام 2022 أكثر من 80 شركة، تحقق سنويا معدل نمو لا يقل عن 20%، ومنتجاتها تصدر لأكثر من 40 دولة، وبها برج يبلغ ارتفاعه 328 مترا يضم تمثالا لثور مصنوع من طن من الذهب.
ونتيجة التحول البنيوي الذي شهدته، تغيرت من قرية فقيرة جمعت مزارعين، إلى قرية سكانها جميعا من الأثرياء، فهم يعيشون في فيلات ويمتلكون سيارات فاخرة، مع دخل مرتفع وودائع مالية تتجاوز قيمتها 250 ألف دولار أميركي لكل أسرة، ويملكون أسهما في شركة صناعية متعددة القطاعات، ويدفع لهم حوالي خمس أرباحها السنوية، لكن من يغادر القرية يفقد كل شيء.
"وو رينباو" سياسي صيني ولد عام 1928، لعائلة فقيرة من الفلاحين في منطقة "هواشيانغ" بمقاطعة جيانغسو في الصين، وانضم إلى الحزب الشيوعي الصيني في أكتوبر/تشرين الأول 1954، وأصبح عضوا فيه بعدها بسنوات، وفي عام 1961 عُيّن رئيسا محليا للحزب في قرية هواكسي، وكان عمره حينئذ 33 عاما.
وعرف "رينباو" لدى القرويين باسم "لاو شوجي" التي تعني السكرتير القديم، وكان السكان يدينون له بالفضل في تحويل قريتهم من تجمع ريفي فقير ومنعزل، إلى قرية للأثرياء، وكان محبوبا بينهم بعد كل ما قدمه لهم من رفاهية العيش، حتى لقبوه بـ"سيد الصين" و"إمبراطور القرية الأولى في العالم"، لذكائه السريع وقدرته على إدارة الأزمات.
نال ألقابا أخرى من بينها "نموذج العامل الوطني" و"عضو الحزب الشيوعي الوطني البارز" و"أشهر الفلاحين في الصين" و"النموذج الوطني للإخلاص والتفاني"، كما أُدرج ضمن "المساهمين الوطنيين الأوائل في التخفيف من حدة الفقر".
واستمر "رينباو" بإدارة مصانع القرية لأكثر من 5 عقود، وعندما تجاوز الـ80، تولى ابنه الرابع "وو جين" إدارة هواكسي.
وتوفي "وو رينباو" في العام 2013 بسبب سرطان الرئة عن سن ناهز 84 عاما، وحضرت القرية بأكملها جنازته.
"أسلوب هواكسي" منقذ المدينة
عندما تولى "رينباو" منصب سكرتير الحزب، كانت للقرية أصول بقيمة 25 ألف يوان وديون بقيمة 15 ألف يوان، وقال رينباو عن تلك الفترة "لم أستطع الجلوس ومشاهدة شعبي يتضور جوعا حتى الموت، كنا خائفين من أن نكون فقراء، والزراعة وحدها ما كانت لتخرجنا من براثن الفقر".
فحاول "رينباو" إقناع القرويين بخطة تطوير القرية وتنويع مصادر دخلها في مجالات أخرى غير الزراعة، وقال حينها إن "هواكسي مكان صغير، وإذا كان كل ما نفعله هو الزراعة، فسنكون قادرين في أفضل الأحوال على إطعام أنفسنا وكسوتها، لكن لن نكون قادرين على الوصول إلى الثراء".
فوضع "رينباو" خطة لتنمية قريته الصغيرة لـ15 عاما، ووضع هدفها (جعل الجميع أغنياء)، فطور اقتصادها من خلال نظام "شمولي جماعي"، وتمسكت القرية تحت قيادته بالتنمية المتوازنة، وسلكت طريقا خاصا بها سمي بـ"أسلوب هواكسي"، الذي قام على تكريس معظم القوى العاملة للصناعة.
وكان رئيس القرية قد طبّق مشروعا اقتصاديا جماعيا صارما، فاتخذ قرار الاستمرار في أسلوب الزراعة الجماعية تطبيقا للنظام الاشتراكي، ثم بدأ بمشاريع جديدة خارج نطاق الزراعة، وأنشأ المزيد من المصانع تحت مبدأ "قرية واحدة ونظامان" للدمج بين المشاريع الحرة والاشتراكية لتنشيط مجال الصناعة وضمان عدم توقفها.
الإقلاع الاقتصادي
مع بداية التطور التجاري في الصين، أنشأ "رينباو" عام 1984 مصنعا لتصنيع زجاجات رش الأسمدة، وكان المصنع يحقق أرباحا تقارب 250 ألف دولار سنويا، ثم بدأ باستثمارها في مشاريع أخرى.
وفي عام 1992، بعد أن أنهى زعيم الحزب الشيوعي الصيني آنذاك "دنغ شياو بينغ" جولته الشهيرة في جنوب البلاد، وعزز سياسة "الإصلاحات والانفتاح"، دعا "رينباو" إلى اجتماع طارئ مع كوادر القرية، وأعلن بأن التنمية الاقتصادية ستؤدي حتما إلى زيادة أسعار المواد الخام.
لذا توجهت قيادة القرية آنذاك إلى اقتراض أكثر من 12.2 مليون دولار، واشترت عددا كبيرا من المواد الخام منها الصلب، فكانت "التجارة الداخلية في المواد الخام الفولاذية" أكثر ما ساعد القرية على ارتفاع اقتصادها.
ثم أنشأ "رينباو" 12 شركة أخرى، واستمر في إنشاء شركات أخرى تحت النظام الاشتراكي، ومهد صعود الصناعة الطريق للتطور المستقر للزراعة الحديثة.
وفي عام 1993 بلغ متوسط مدخرات الأسرة حوالي 16 دولارا، ونصيب الفرد من الأصول الثابتة 126 ألف دولار، وفي عام 1994 كان نصيب كل فرد 100 ألف دولار.
"مجموعة قرية هواكسي"
في عام 1994 أصبحت "هواكسي" شركة تجارية، وبعدها بـ4 أعوام أدرجت في بورصة "شنغن"، وأصبح السكان حاملين لأسهم في شركة صناعية متعددة القطاعات، ويُدفع لهم حوالي خُمس أرباحها السنوية التي بلغت 4 مليارات دولار. وكان كل مواطن وقتها يملك ما لا يقل عن 143 ألف دولار في البنك، وأصبحت "هواكسي" تحمل لقب "أغنى قرية في الصين".
في عام 2003، كانت 58 شركة مملوكة للقرية قد حققت 1.2 مليار دولار، ولديها أصول ثابتة بقيمة 362 مليون دولار، وفي عام 2008 حققت مبيعات بقيمة 7.3 مليارات دولار، وبحلول عام 2005 تجاوزت قيمة أصولها الثابتة 870 مليون دولار.
وأصبحت القرية الجنوبية الفقيرة "مجموعة قرية هواكسي"، وتمتلك 9 شركات كبرى تدير مجمعات تصنيعية ضخمة متخصصة في مختلف الصناعات، وأكثر من 80 شركة صغيرة، كما تحقق سنويا معدل نمو لا يقل عن 20%، ومنتجاتها تصدر لأكثر من 40 دولة.
وكانت الشركة مدرجة في قائمة أفضل 500 شركة في العالم لمدة 5 سنوات متتالية، وعلى قائمة أفضل 500 شركة صينية لمدة 12 عاما.
كما وصل حجم اقتصاد القرية السنوي 15 مليار دولار، وبلغت عائدات المبيعات السنوية حوالي 30.78 مليار دولار، يأتي ثلثها من صناعة الحديد والصلب، بينما تستورد المواد الخام من الهند والبرازيل.
قيم العمل في القرية
وضع نظام "رينباو" قانونا يلزم بتوظيف جميع أفراد القرية في وظائف تتناسب مع تخصصاتهم، وربط المستوى المعيشي للفرد بحجم اقتصاد القرية، فكلما زاد حجم الاقتصاد ارتفع دخل الفرد.
واعتبر العمل 7 أيام في الأسبوع ولساعات قد تطول لأكثر من 8 ساعات أمرا مقدسا من أجل الصالح العام للقرية.
وكان "رينباو" يحرص يوميا على لقاء ساكني القرية وحثهم على التمسك بقيم العمل الثلاثية، وهي "النوم المبكر، والاستيقاظ المبكر، والعمل بإخلاص وتفان"، وحتى يسمح للجميع بالنوم المبكر، تطفأ أضواء "هواكسي" في العاشرة ليلا، وتغلق جميع المحلات والمطاعم والملاهي أبوابها، تطبيقا لتعليمات زعيم القرية.
وكان فيلم ترويجي بعنوان "الطريق إلى هواكسي"، بيّن أن القرية حققت وضعا مثاليا لحظرها الكثير من الأشياء منها القمار والمخدرات ووضعت حدا للجرائم الجنائية الكبرى والعرائض والشكاوى وغيرها، كما تم تقييد الملكية الفردية، بشرط عدم مغادرة القرية، ومن يقرر ذلك، يفقد جميع ممتلكاته نهائيا ولا يحصل على تعويضات عنها.
"قرية الأحلام"
اعتبارا من عام 2009، كان لكل أسرة بالقرية منزل بمساحة 400 متر مربع في المتوسط، مع سيارة واحدة على الأقل (تكلفة كل سيارة نحو 30 ألف دولار)، وأصول تبلغ 150 ألف دولار، تطورت لاحقا إلى ما لا يقل عن 250 ألف دولار لكل فرد، وتحول العديد من سكان قرية هواكسي الفلاحين إلى مديرين في شركات القرية.
وذكر قادة هواكسي، أن متوسط دخل كل فرد، وصل إلى 8 آلاف دولار سنويا، أي 7 مرات متوسط الدخل القومي، وأكثر بـ20 مرة من متوسط دخل المزارعين، وهو أعلى مستوى معيشي في العالم بين المزارعين.
وأسست قيادة البلدة، نظاما طبيا وتعليميا مجانيا، مع حصص يومية مجانية من الأغذية الضرورية من مزارع القرية، كما ضمنت الحصول على مرتبات تقاعد لكل ساكنيها، بينما يستفيد الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاما من معاش شهري إلى جانب توفير الأرز والخضروات التكميلية.
وفي نهاية كل عام، توزع 20% من الأرباح على سكان القرية، وتعادل 3 أضعاف الأجور، ولا يسمح للأفراد بسحبها، بل تُعطى في شكل أسهم في الشركة لأجل تطوير أعمالها، وتحسين الخدمات الاجتماعية للقرية. ويمكن تقديم طلبات إلى لجنة القرية لتلقي الأموال اللازمة عندما يحتاج صاحبها للتعامل مع أحداث مهمة مثل الزواج.
كما يتمتع أطفال القرية بمدارس جيدة التجهيز ودروس في اللغة الإنجليزية والصينية، وبفرصة اللعب في مدينة ملاهي بها نماذج لقوس النصر في باريس ومبنى الكابيتول في واشنطن وبوابة تيانامين في بكين.
ويوجد لدى القرية شركة نقل خاصة بها، تنقل السكان بالمروحيات إلى المدن المحيطة، بالإضافة إلى مطار دولي. وبالنظر لحجم العمل، لا يمكن للسكان السفر كثيرا، لذلك شيدت القرية حديقة تضم مجسمات للمعالم الشهيرة منها سور الصين العظيم، بالإضافة إلى متحف يحتوي على 800 قطعة أثرية.
"القرية التي تقع فوق الصين"
صنعت "هواكسي" اسما لنفسها عام 2011، بإنشاء برج هو الأطول ضمن 15 مبنى في الصين، يصل ارتفاعه إلى 328 مترا، ويضم فندقا بـ826 غرفة، وحوضا مائيا وجناحا رئاسيا ذهبيا، و تمثالا من الذهب الخالص يبلغ وزنه طنا، يقال إن قيمته تبلغ حوالي 47 مليون دولار أميركي.
كما اشترت حقوق بث إعلان في "تايمز سكوير" في نيويورك مقابل مليون دولار، للترويج لنفسها على أنها "قرية مشهورة عالميا".
وكلف البرج المصنف في المرتبة 40 من بين أطول المباني في العالم، 435 مليون دولار، وهي مجموع مساهمة ألفي مواطن بمبلغ 1.5 مليون دولار لكل فرد في رأس مال المشروع، ويقدر إجمالي عمال تشغيل الفندق بـ 3 آلاف شخص، وهو عدد يفوق عدد سكان القرية.
لكن مسؤولي القرية قالوا "إن البرج سيصبح رمزا أيقونيا يعكس مبادئ التكاتف الاجتماعي بين أبناء القرية". ويأملون أن يساهم في تحويل قريتهم إلى مدينة.
وبسبب هذا المشروع أطلقت على القرية مسميات أخرى منها "هواكسي المعلّقة" و"القرية رقم واحد تحت السماء".
وتستثمر القرية الآن فيما يسمى "سياحة الثراء"، حيث يساهم بعض السكان المحليين في استقبال مليوني سائح يزورون "القرية الاشتراكية النموذجية" سنويا.
وتتوزع في أنحاء القرية مكبرات صوت عملاقة تبث نشيد قرية المعجزات "السماء فوق هواكسي"، الذي يقول "هي سماء الحزب الشيوعي أرض هواكسي هي أرض الاشتراكية".
نظام اشتراكي مثير للجدل
على الرغم من الإشادة بـ "رينباو" كبطل قومي، إلا أنه كان مثيرا للجدل، إذ تم انتقاد نظام إدارته باعتباره إقطاعيا، يشبه السلالات الإمبراطورية القديمة بدلا من الشيوعية.
وقرية "هواكسي" التي تقول إن "الرخاء المشترك" هو مهمتها الأساسية، تحوم حولها الكثير من الاستفهامات لبعض التقارير التي تقول إنها قد أصبحت "مملكة لعائلة الحاكم الوحيد"، حيث تولى أقارب "رينباو" (أكثر من 26 فردا) مناصب قيادية، وخلفه ابنه الرابع عام 2003.
وأشارت دراسة لأستاذ علم الاجتماع "تشو يي"، في جامعة فودان عام 2004، إلى أن 90% من أصول القرية، كانت في الواقع مملوكة من جانب أبناء "رينباو" الأربعة، وقال مساعد أمين الحزب الشيوعي "لغيفن وو" من بين 80 ألف شخص يعملون عمالا وموظفين في هواكسي هناك 5% فقط من السكان المحليين.
وهناك تسلسل هرمي اجتماعي واضح تترأسه عائلة "رينباو" مباشرة مع أقاربها، ويليهم ألفان من سكان "هواكسي" الأصليين يشغلون مناصب إدارية في المصانع التي ساعدوا على إنشائها، ثم يأتي بعدهم في الترتيب 35 ألف شخص يعيشون في 12 قرية استولت عليها هواكسي.
وفي أسفل الهرم يقبع 20 إلى 40 ألف عامل مهاجر، جاؤوا إلى القرية من مناطق أخرى للعمل في مصانعها، يجني كل واحد منهم 485 دولارا شهريا مقابل 12 ساعة يوميا بدون عطلة أسبوعية.